السبت، 20 أكتوبر 2018

لماذا لا ينصرنا الله في هذا الزمان ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه وبعد :-
_ يسال الكثير وخصوصا في تلك الايام سؤالا غريبا الا وهو لما لاينصرنا الله علي الدول الكافره او لما لا نتقدم عليها .

_والرد بمشيئة الله :-
_اولا :- ان هذا السؤال لهو اكثر سؤال غير منطقي يمكن لشخص طرحه في تلك الايام فمن يسال هذا السؤال مثله كمثل نجار استاجره شخص ليصلح له باب في منزله ولم يؤدي هذا النجار بعد ان اتي  عمله ولو بنسبة ١٪ ثم طلب اجره لكي ينصرف
طبعا لا يمكن  ان يكون هذا النجار شخصا طبيعيا او عاقلا ، نفس الحال ولله المثل الاعلي من يطلب من الله تبارك وتعالي ان ينصرنا علي دول الكفر او ان نتقدم عليها فالتقدم نوع من انواع النصر ، يطلب ذالك دون ان يحقق اي شرط من الشروط التي امرنا الله بها والتي بتنفيذها يترتب عليها تحقق وعده لنا بنصره وتثبيته وهذه الشروط تتمثل في قوله تبارك وتعالي :-
_يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: ٧] نقرء في التفسير الميسر للايه :-

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إن تنصروا دين الله بالجهاد في سبيله، والحكم بكتابه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ينصركم الله على أعدائكم، ويثبت أقدامكم عند القتال.
#انتهي

_ فقد وضع عز وجل شروطا لتحقق نصره لنا حسب الايه الاوهي ان ننصره بتطبيق شريعته والجهاد في سبيله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه ، فهل نحن كشعوب من المفترض اننا مسلمين حققنا تلك الشروط التي نستحق بناء علي تحقيقها نصره وتاييده ؟
لا والله ما حققناها بل بالعكس يسعي اغلبنا الا من رحم ربي لمحاربة تلك الاوامر والشروط فيسعي اغلبنا لمحاربة الشريعه وابسط مثال علي ذالك استبدالها بالقوانين الوضعية الشركيه كما نري في بلادنا اليوم وتحليل الحرام ونشر المنكرات وتعطيل فريضة الجهاد في سبيل الله بل ومحاربتها ورغم هذا كله يخرج من يتسائل لما لاينصرنا الله علي اعدائنا ؟؟؟
باي حق اصلا تطلب هذا الطلب؟
بل مثل هذا السؤال الان كمثل نجار لم يهمل عمله فقط بل افسد العمل المكلف به وافسد غيره ثم طالب بعد ذالك باجره كاملا فهل مثل هذا يقال عنه عاقل او لديه ذرة عقل او حتي يفكر في حاله وفيما هو عليه من ضلال ؟
فهذا هو حال من يسال ذالك السؤال الان في ايامنا هذه

_ثانيا :- وقد حذرنا النبي صل الله عليه وسلم قبل اكثر من ١٤٠٠ عام مما نحن عليه الان فشخص لنا داء ما نحن فيه ودلنا علي الدواء فقال صل الله عليه وسلم :- إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ
- المصدر:- رواه أحمد (4987) وأبو داود (3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

_والعينه هي :- حيلة يحتال بها بعض الناس على التعامل بالربا ، فالعقد في صورته : بيع ، وفي حقيقته : ربا .

وبيع العينة : أن يبيع الشيء بالآجل ، ثم يشتريه نقداً بثمن أقل ، كما لو باعه سيارة بعشرة آلاف مؤجلة إلى سنة ، ثم اشتراها منه بتسعة آلاف فقط نقدا .


وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ)

يعني : للحرث عليها .

لأن من يحرث الأرض يكون خلف البقرة ليسوقها .

(وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ)

ليس المراد بهذه الجملة والتي قبلها ذم من اشتغل بالحرث واهتم بالزرع .

وإنما المراد ذم من اشتغل بالحرث ورضي بالزرع حتى صار ذلك أكبر همه ، وقدم هذا الانشغال بالدنيا على الآخرة ، وعلى مرضاة الله تعالى ، لا سيما الجهاد في سبيل الله .

وهذا كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) أي : تكاسلتم وملتم إلى الأرض والسكون فيها . (أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ) أي : إن فعلتم ذلك ، فحالكم حال من رضي بالدنيا وقدمها على الآخرة ، وسعى لها ، ولم يبال في الآخرة . (فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) التوبة/38 .


_وترك الجهاد معلوم لا يحتاج لشرح ففي زماننا الان عطلة فريضة الجهاد فدلنا صل الله عليه وسلم علي داء وعلة ما نحن فيه وهي الافعال التي ذكرها في الروايه وما يندرج تحتها من استبدال احكام الشريعه ونشر المنكرات ودلنا علي الدواء من هذا كله وهو العودة لديننا بحق والاستيقاظ من تلك الغفله التي نحن فيها والا سنظل فيما نحن فيه من ذل وهوان وانكسار وتاخر .


والله اعلي واعلم وصل الله وسلم علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق